قسم الهندسة المعمارية, کلية الهندسة, جامعة القاهرة
Abstract
لم تخضع اغلب المدن الکبرى في مصر لتخطيط عمراني مسبق يضمن لها توزيعا مدروسا لاستعمالات الاراضي يکون مبنيا على احتياجات وقدرات مستعمليها، هذا فضلا عن مناطق الاسکان غير الرسمي والعشوائي وما يسببانه من مشکلات تعاني منها المجتمعات العمرانية بشکل کبير، وهي في ابسط صورها تکدس وکثافات مرتفعة ونقص خدمات، ومسارات حرکة غير متناسبة مع کثافة المرور عليها، الي آخر تلک المشکلات المرکبة والمتصاعدة. ولما کان الاحتياج الوظيفي يفرض نفسه على خريطة العمران دائما حيث يخضع نمط النمو العمراني عادة لمبدأ العرض والطلب، فما يحتاجه السکان من خدمات يغير من توزيع الاستعمالات بما يحقق احتياجاتهم والعکس صحيح، فالخدمات غير المرغوب فيها تنکمش وتتلاشي مع مرور الزمن. وبطبيعة الحال تغيب الفراغات العمرانية الترفيهية عن مناطق الاسکان العشوائي وغير الرسمي، فهي مناطق نمت دون تخطيط مسبق، ولم يهتم ساکنوها بتوفير خدمات عامة تخص المجتمع، وبالتالي لا يقام من الخدمات إلا ما يفرضه الطلب، وهي عادة الخدمات التجارية، اما المناطق المفتوحة والفراغات العمرانية فهي في هذا النوع من الإسکان رفاهية لا مکان لها. إلا ان هذا لا ينفي حاجة هؤلاء السکان للترفيه والتنزه، والاستمتاع بالمناطق المفتوحة. ومن ثم يبدأ سکان تلک المناطق المکدسة ذات الکثافات المرتفعة في البحث عن حاجتهم من الترفيه والفراغات العامة، فيکون الاتجاه الي استغلال الجزر الوسطي والمطلات المائية في المسارات الرئيسية والکباري کمتنزهات عامة رغم ما يحف بهذا من مخاطر مرورية وما تسببه من إعاقة وارتباک للحرکة الآلية. وجدير بالمهتمين بشئون العمران في مصر ان يوجهوا جهودهم نحو إيجاد الحلول البديلة لتلبية احتياجات هذه الفئة السکانية وليس فقط اعتبار هذا السلوک مخالفة تستحق العقاب، والاتجاه نحو الحلول البديلة بدلا من البحث عن اساليب المنع يمکنه أن يحقق منفعة أکبر للأفراد وللمجتمع، خاصة وقد فرضت المناطق العشوائية وجودها على خريطة العمران في مصر فأصبحت جزءا لا يتجزأ من الکيان، وتجاهلها لا يزيد المشکلة إلا تعقيدا. ويهتم هذا البحث بالفراغات العمرانية بوجه عام والشريطية المرتبطة بالطرق والکباري بوجه خاص، ويلقي الضوء عليها متسائلا إذا ما کانت مشکلة ام حلا لمشکلة؟ ثم يقدم مقترحات لمنهج الحل مستخدما المنهج التحليلي ومستشهدا بحالات دراسية واقعية تظهر حجم المشکلة وآثارها السلبية والإيجابية. کما يفتح الباب امام العديد من النقاط البحثية التي يلزم تغطيتها بدراسات مستفيضة مستقبلا.
View on SCiNiTO
Top